» » » » لماذا سمي الرسول عليه الصلاة والسلام أمي ؟

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
أما بعد.
وصلتني الصورة أسفله من أخ وصديق عزيز وقد صدقها وبدأ يدعوا بها حبا ودفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم فأردت أن أبين ما أسعفني في ذلك الجهد والأسلوب راجينا من الله التوفيق والسداد في القول والعمل.
هذه شبهة يلقي بها بعض الحاقدين على المنهج الصحيح منهج أهل السنة والجماعة والغرض منها القاء الشبه والتلبيس على الناس واستدراج العوام من باب حب النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتب سبعين لسانا ولم يبقى لهم إلا أن يقولوا أن النبي كان يكتب ويتكلم بالفرنسية ولا التركية والاغريقية ... وهذا إن دل عى شيء فإنما يدل على جهل عميق وعدم التدقيق بل حتى الكلام غير منسوب الى أهل العلم والمعرفة بل هو كلام الغوغاء سئل رجل شيخ, الرجل مجهول والشيخ مجهول الحال والمقال وغير معروف من السائل ومن المسؤول وهذه من عادات أهل التدليس والتلبيس على الناس كرواية "الزعزوع بن ابي شفلحة" وهذه لها قصة عجيبة لمن أراد الرجوع لها على اليوتوب ومن هنا وحتى لا أطيل عليكم أحيلكم على أقوال أهل العلم في تفسير قوالله تبارك وتعالى ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (لأعراف:157) فمعنى لفظ " الأمي "عند أهل اللغة و أهل التفسير لنرى ما معنى كلمة " أمي " عندهم فهم أعلم بمراد الله تعالى ، يقول ابن منظور : ( معنى الأمي المنسوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أمه أي لا يكتب فهو أمي لأن الكتابة مكتسبة فكأنه نسب إلى ما يولد عليه أي على ما ولدته أمه عليه )
و قال الزهري : ( قيل للذي لا يكتب و لا يقرأ أمي ، لأنه على حيلته التي ولدته أمه عليها و الكتابة مكتسبة متعلمة و كذلك القراءة من الكتاب ).
و قال الراغب الأصبهاني : ( الأمي هو الذي لا يكتب و لا يقرأ من كتاب ، و عليه حمل قول تعالى : ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم …. )
أما ابن قتيبة فقد نسب كلمة أمي إلى أمة العرب التي لم تكن تقرأ أو تكتب فقال : ( قيل لمن لا يكتب أمي ، لأنه نسب إلى أمة العرب أي جماعتها و لم يكن من يكتب من العرب أي جماعتها و لم يكن من يكتب من العرب إلا قليل)
وإذا قلت أن النبي كان يقرأ ويكتب فأنت كذبت بالقران الكريم لأن الله سبحانه قال ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) ( العنكبوت : 48 )
إضافة إلى هذا فإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم اتخذ لنفسه كتاباً يكتبون الوحي ـ القرأن الكيم ـ ولو كان يعرف الكتابة لكتب القرأن بيده الشريفة و لم يذكر التاريخ الصادق أنه صلى الله عليه وسلم قام بكتابة الوحي بنفسه ولك في صلح الحديبة شاهد ودليل لمن أراد الرجوع لها باختصار "أريني اياها"الحديث وما ما يستدل به بعض الجهال من المبتدعة بحديث عيينة بن حصن فإن هذا الشخص متكام فيه ولا أقصد متكلم فيه كمصطلح عند أهل الحديث وانما الحديث لا يصح لا سندا ولا مثنا و عيينة هذا لم تصح له رواية أبداً مطلق وهذا كلام المحدثين المحققين.
و أختم قولي هذا بقول الله تعالى : ( وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ).

 
نين بريس : المهدي الطاهر زيري

»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد